ثمانية عشر ربيعا
عفوا
بل ثمانية عشر خريفا مضوا
في كل يوم تذبل أوراق عمري و تتساقط
و لم يبقى منها إلا القليل
اجلس امام مرآة أتأمل جديلة من الشيب امتدت خلف ظهري
أتأمل آثار الشيخوخة أسفل عيني و حول محاجرها
اتأمل تجاعيد انتشرت بأنحاء يدي
أتساءل هل الزمن هو من يحدد اعمارنا أم عدد أوراق شجرتنا الخريفية
منا من يقضي عمره بعد أوراق شجرته ليعلم كم بقي له من العمر
أما أنا فأعلم انه ما بقي لي ما هو إلا القليل
ثمانية عشر خريفا عشتها وحيدة
بل ثمانية عشر خريفا قضيتها بين جدران شبه ميته
فلم أكن اعيش
سبقني قطار الحياة
قبل ولادتي بلحظات كان هنا
رحل و أول بكاء لي يتردد صداه
منذ رحيله حكم علي بالموت
فأصبحت برحيله شبه ميته
ثمانية عشر خريفا هذا هو عمري
و خصلات شعري اصطبغت بلون الشيب و آثار الشيخوخة تعلو ملامحي
تحياتي